الأزمة السياسية بين أمريكا وإسرائيل تطل بوجهها : الولايات المُتحدّة طلبت من إسرائيل التوقّف عن التباهي والثرثرة حول الضربات العسكريّة للنوويّ الإيراني.. غانتس يتهِّم نتنياهو بتسريب الأخبار “السريّة” لتحقيق مآربه الشخصيّة والسياسيّة
الأزمة السياسية بين أمريكا وإسرائيل تطل بوجهها : الولايات المُتحدّة طلبت من إسرائيل التوقّف عن التباهي والثرثرة حول الضربات العسكريّة للنوويّ الإيراني.. غانتس يتهِّم نتنياهو بتسريب الأخبار “السريّة” لتحقيق مآربه الشخصيّة والسياسيّة
وكالة أنباء كل العرب :
ما زال التوتّر بين إيران وإسرائيل يتصدّر الأجندة السياسيّة والأمنيّة والإعلاميّة في المجتمع الإسرائيليّ ويطغى على باقي القضايا المُشتعلة في تل أبيب، وفي مُقدّمتها فشل بنيامين نتنياهو حتى اللحظة في تشكيل حكومةٍ جديدةٍ.
وفي هذا السياق، ونقلاً عن مسوؤلين كبار في الإدارة الأمريكيّة ومصادر واسعة الاطلاع في تل أبيب، كشفت محللة الشؤون السياسيّة في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، دانا فايس، كشفت النقاب عن أنّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة طالبت إسرائيل بالكفّ عن الثرثرة والتفاخر بعمليّاتها ضد إيران، على حدّ تعبير المصادر في واشنطن والمسؤولين في واشنطن.
وطبقًا لما أوردته القناة التلفزيونيّة العبريّة، فإنّ إدارة الرئيس الأمريكيّ، جو بايدن، قامت بإيصال رسائلها إلى صُنّاع القرار في تل أبيب من خلال “عدّة قنوات”، و”عدّة فرص” خلال الأيام القليلة الماضية، مفادها أنّ هذه الثرثرة “خطيرة، ومضرّة ومحرجة” للولايات المتحدة خلال مفاوضات عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي التي تجري في فيينا، وانفضّت أمس، الجمعة، دون اتفاق، وفق ما أكّدته المصادر ذاتها.
عُلاوة على ذلك، نقلت القناة عن مصادر في الأجهزة الأمنية بالكيان المُحتّل قلقها من التصريحات الإسرائيليّة الأخيرة، وتساءلت المصادر إنْ كان هدف التسريبات هو إدارة مفاوضات مع الولايات المتحدة في محاولة للتأثير على مباحثات فيينا، أمْ أنّها محاولة لاستخدام إيران كورقةٍ سياسيّةٍ من قبل رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، الذي يُواجِه أزمة سياسيّة تحول دون تشكيله الحكومة، علمًا أنّه تبقى له لتشكيل التوليفة الجديدة 18 يومًا فقط، ولا تلوح في الأفق انفراجة في الأزمة السياسيّة، تُتيح له إخراج إسرائيل من الأزمة السياسيّة التي تعيشها منذ حوالي العاميْن.
كما أكّدت المصادر أنّ نتنياهو يسعى لتصدير أزماته الداخليّة، بما فيها مُحاولاته المُتكرّرة للتملّص من محاكمته، عبر تجيير التصعيد مع إيران، علمًا أنّ مُحاكمته في المحكمة المركزيّة في القدس الـ”غربيّة” ستُواصِل جلساتها يوم بعد غدٍ الاثنين.
وتابعت المُحللة الإسرائيليّة في القناة العبريّة الـ12، تابعت قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها إنّ المُقرّبين من الرئيس الأمريكيّ بايدن أعربوا عن قلقهم الشديد من قيام إسرائيل بتغيير سياسة الضبابيّة التي اعتمدتها في كلّ ما يتعلّق بعملياتها العسكريّة السريّة ضدّ البرنامج النوويّ الإيرانيّ، لافِتةً في الوقت عينه إلى أنّ المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب تُشاطِر الأمريكيين في هذا القلق والتوجّس، ولذا طالبت واشنطن تل أبيب بالتوقّف حالاً عن الثرثرة في هذه القضيّة، كي لا تقع عمليات من شأنها إحراج الولايات المُتحدّة الأمريكيّة.
ونبهّت المصادر من الخلاف الحّاد بين رئيس الوزراء نتنياهو ووزير أمنه غانتس حول ما وصفها الأخير بقيام مُقرّبين جدًا من رئيس الوزراء بتسريب معلوماتٍ سريّةٍ عن “نشاط” إسرائيل السريّ-العسكريّ ضدّ إيران، مُعتبرًا، بحسب القناة الـ12، أنّ نتنياهو يقوم بهذا الأمر من أجل تحقيق مآربه الشخصيّة والسياسيّة، على حدّ تعبيرها.
بالإضافة إلى ذلك، أكّدت المصادر عينها أنّه خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكيّ لويد أوستين إلى تل أبيب الأسبوع الجاري، أبلغ الأخير وزير الأمن غانتس بأنّ بلاده ما زالت مُتمسّكةً بسياسته القاضية بعدم تسريب أيّ معلوماتٍ سريّةٍ حول النشاط العسكريّ ضدّ البرنامج النوويّ الإيرانيّ، وفق أقوال المصادر في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن.
وخلُصت المصادر إلى القول، كما أوضحت المُراسِلة الإسرائيليّة، خلُصت إلى القول إنّه يوم غدٍ الأحد سيجتمع المجلس الوزاريّ المُصغّر (الكابينيت) لبحث مسألة التوتّر مع إيران، مُشيرةً إلى أنّ هذا الاجتماع الثاني الذي يعقده، إذْ أنّ آخر اجتماع له لبحث التوتّر مع إيران عُقِد في شهر شباط (فبراير) الماضي.