المؤتمر الشعبي العربي يوجه تهنئة للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
وكالة أنباء كل العرب: المؤتمر الشعبي العربي يوجه تهنئة للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهذا نص البيان
بيان المؤتمر الشعبي العربي بمناسبة السابع من نيسان
بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، وجَّه المؤتمر الشعبي العربي تهنئة إلى القيادة القومية للحزب، وعبرها إلى البعثيين في الوطن العربي والمهجر، عبَّر فيها عن أهمية تأسيس الحزب في النضال القومي عبر عشرات السنين، وهذا نصه:
الرفاق في القيادة القومية
الرفاق البعثيون في كل العالم
بحلول الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس حزبكم، حوب البعث العربي الاشتراكي، نتوجَّه بأحر التحيات والتبريكات إليكم جميعاً، مكبرين فيكم استمرار النضال، على شتى أشكاله العسكرية والسلمية، من أجل نهضة الأمة العربية، وتحريرها من كل ما يعيق تحقيق أهدافها في الوحدة العربية، والحريات السياسية، والاشتراكية العربية وفي المقدمة منها نشر مبادئ العدالة الاجتماعية.
كانت المسألة القومية، قبل ولادة الحزب، أفكاراً رومانسية قام بنشرها المفكرون القوميون منذ أواخر القرن التاسع عشر، واتسعت رقعة أفكارهم وانتشرت بشكل واسع بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية في الربع الأول من القرن العشرين. وبعد انتشار مبادئ تقرير المصير للأمم والشعوب، أخذت تلك الأفكار تتعمق أكثر فأكثر، وأخذت بواكيرها الأولى تشهد محاولات ترجمتها إلى مبادئ سياسية واقتصادية وتحررية، إلى أن بلغت أعلى درجات نضجها في السابع من نيسان فتحولت إلى حزب البعث العربي الاشتراكي.
في السابع من نيسان من العام 1947 أعلن المؤتمر القومي الأول الذي ضمَّ النخبة من المؤسسين القوميين الكبار ولادة الحزب الذي وضعوا فيه المبادئ الأساسية التي عبر عن أهداف الأمة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية.
أيها البعثيون
يا أبناء الأمة العربية
كانت مبادئ حزب البعث منذ تأسيسه مبادئ كل العرب الذي يعبِّر عن حقهم في تقرير مصيرهم كأمة مكتملة الشروط، من لغة وثقافة ووحدة معاناة ووحدة مصير، وهي المبادئ التي انتشرت في كل أنحاء العالم ونعمت بها كل الأمم. ولكن الأطماع الاستعمارية انقلبت على كل تلك المبادئ الإنسانية فيما له علاقة في حق الأمة العربية في تقرير مصيرها. وهي لا تزال تعاني حتى الآن من تأثيرات هذا الانقلاب، إذ رُسمت خططه قبل سقوط الدولة العثمانية.
في مواجهة كل تلك الخطط، وقف القوميون العرب، وفي الطليعة منهم حزب البعث العربي الاشتراكي لأنه صمد بفضل صلابة أهدافه وصلابة مناضليه. وهذه هي الحقيقة التي يجب تسجيلها شهادة للتاريخ من دون مجاملة أو تزييف.
أيها البعثيون
لقد كنتم، عبر السنوات الأربعة والسبعين، جنود الأمة العربية الأوفياء. لم تلقوا سلاحكم على الرغم من كل الصعوبات التي حاصرتكم طوال السنوات العجاف. ولم تلقوا سلاحكم، لا بالتهديد ولا بالوعيد، لأن أمتكم كانت بحاجة إلى أمثالكم، وقد أثبتم كفاءتكم في التصدي لكل المؤامرات التي تجمعت كلها في مواجهتكم في هذة المرحلة، التي تكالبت فيها كل أدوات الشر الإقليمية والدولية.
تمرُّ الأمة العربية، في هذه المرحلة، بأقسى أشكال التآمر عليها، والتي تترافق مع موجة عاتية ضد حزب البعث العربي الاشتراكي، والتي تتمظهر بمحاولات (اجتثاث البعث) التي افتتح بول بريمر، أول حاكم عسكري للاحتلال الأميركي في العام 2003 للعراق، بوابتها بالقرار الرقم واحد تحت عنوان (اجتثاث فلسفة حزب البعث) الذي صدر في الأول من أيار من العام 2003.
إن قرار بول بريمر، تحول فيما بعد إلى قانون (المساءلة) في الدستور الذي وضعه قانونيو الاحتلال الأميركي، ووجد ارتياحاً عند نظام ولاية الفقيه في إيران. وهو القانون الذي استخدمه النظام المذكور بكل قسوة في تجريم من لا يأتمر بأوامرهم، ولا يعلن نيته في العبودية لعقيدتهم المتخلفة.
بعد أن ارتفع بالفكر القومي من أرضيته الرومانسية إلى عمقه التنفيذي والعملي، أثمر حزب البعث تاريخاً نضالياً تراكم عبر أربع وسبعين سنة، كانت فصوله تتوالد سنة بعد سنة، نذكر منها تلك التحولات الاسترتيجية التالية:
1-في بداية الفصول كان إطلاق شعار (فلسطين لن تحررها الحكومات بل الكفاح الشعبي المسلح). ومشاركة مؤسسيه في حرب العام 1948.
2-احتضانه انطلاقة المقاومة الفلسطينية في 1/ 1/ 1965، ومشاركة بعض البعثيين من جنوب لبنان فيها.
3-بناء أول تجربة للمقاومة الوطنية اللبنانية في قرى الجنوب الحدودية منذ العام 1968.
4-بناء أول نظام وطني حديث في العراق عبر ثورة 17- 30/ 7/ 1968. نظام بلغ مستواه سقف الدول الحديثة والمعاصرة بحيث شملت شتى الميادين العلمية والبنية التحتية الحضارية، وتعميم أسس العدالة الاجتماعية. هذا إضافة إلى تأميم النفط وتوظيفه للمصلحتين الوطنية العراقية، والقومية العربية.
4-التصدي للعدوان الفارسي في العام 1980، والذي حقق نصراً عليه في العام 1988. وكانت من أهم نتائجه إقفال البوابة الشرقية في وجه أطماعه المرسوم امتدادها لتحمي أمن الوطن العربي من تهديدات الغزو الفارسي.
5-إطلاق المقاومة الوطنية العراقية الشعبية، في مواجهة الاحتلال الأميركي في العام 2003. المقاومة التي أشعلت (نار جهنم) في وجه الاحتلال، وألحقت الهزيمة بقوات الاحتلال الأميركي وأرغمتها على الانسحاب في العام 2011.
6-مواجهة الاحتلال الإيراني للعراق منذ العام 2012، بعد أن أصبح وكيلاً عن الاحتلال الأميركي. وقد استطاع البعثيون أن يصمدوا في وجه ميليشيات نظام ولاية الفقيه، تلك الميليشيات التي ارتكبت أكثر الجرائم وحشية والتي تفوق جرائم المغول فظاعة بحق شعب العراق، والبعثيون في المقدمة منه. وكان الدور البطولي للبعثيين وحلفائهم من الوطنيين أكبر الأثر في منع فرسنة العراق، وذلك من أجل المحافظة على عروبته.
7-مشاركة البعثيين في كل ثورات (ربيع الشباب العربي)، وهم لا يزالوا مستمرين في إعطاء تلك الثورات عمقها القومي، ذلك العمق الذي يعطيها زخماً وقوة. وهم حريصون على بناء جبهات التحالف الوطني والقومي في كل الساحات مع كل القوى الصادقة بانتمائها للعروبة.
وإذا كانت العناوين شديدة الاختصار فإن دلالاتها واسعة المعاني والنتائج، يعتبر المؤتمر الشعبي العربي أن كل ما أنجزه البعثيون في أسفار نضالاتهم الطويلة والزاخرة بدماء شهدائهم، وأرواحهم، كلها تصب في مصلحة نضال الأمة العربية، أهدافهم أهداف لكل القوميين ولكل جماهير الأمة العربية.
وإننا لكل ذلك، نقدِّر في المؤتمر الشعبي العربي تقديراً عالياً نضال الرفاق البعثيين أينما حلوا في ساحات النضال، ومنها مشاركتهم في المؤتمر الشعبي العربي جنباً إلى جنب التنظيمات والشخصيات الوطنية، بكل ما يمثلونه من القيم الوطنية والقومية والإنسانية التي يبذلونها من أجل قضاياهم القطرية العادلة بشكل خاص، وكل القضايا القومية بشكل عام.
تحية إلى مؤسسي البعث ومناضليه الذين قضوا على دروب النضال.
تحية إلى القيادة القومية للحزب، وإلى كل المناضلين البعثيين في الوطن العربي وخارجه.
تحية إلى جماهير الأمة العربية وشهدائها.
الأمين العام للمؤتمر الشعبي العربي
المحامي أحمد النجداوي
في 6 نيسان 2021