عودة الكهرباء والاتصالات تدريجيا إلى تونغا بعد انقطاعهما بسبب ثوران البركان
أفادت صحيفة نيوزيلاند هيرالد يوم الأحد الماضي أن كابل الاتصالات البحري قد يتعرض للعطب متأثرا من ثوران البركان والتسونامي، ففي الساعة السادسة من مساء الخامس عشر تقريبا، انقطع الإنترنت وخطوط الهواتف في تونغا، مما جعل أكثر من مائة ألف مواطن غير قادرين على إجراء الاتصال مع العالم الخارجي. حتى يوم الأحد، عادت الكهرباء والاتصالات إلى بعض المناطق من الجزيرة مع نشر أخبار وصور متعلقة بالكارثة من تونغا إلى العالم الخارجي على التوالي. في هذا الصدد، أظهرت صور أن بعض القوارب والصخور قد تم جرفها إلى الشاطئ، بينما ضربت أمواج التسونامي المنازل على طول الساحل مع تضرر العديد من الطرق، لكن معلومات أخرى ما زالت بحاجة للتأكيد.
صباح الرابع عشر، وقع ثوران بركان في جزيرة “هونغا تونغا هونغا هاباي” على بعد خمسة وستين كيلومتر من شمال عاصمة تونغا نوكو ألوفا، وتكرر حدوثه مساء الخامس عشر، مما أدى إلى صعود كمية ضخمة من الرماد البركاني والغاز وبخار المياه إلى السماء لتتشكل سحبا ضخمة يصل ارتفاعها إلى عشرين كيلومترا. بعد ذلك، أغلقت جميع الهيئات الحكومية في تونغا تماما، كما أصدرت سلطات تونغا تحذيرات واحدا تلو الآخر تحث المواطنين على الابتعاد عن الشواطئ والمناطق المنخفضة على طول السواحل.
في هذا الصدد، ذكرت هيئة الأرصاد الجوية في تونغا أن جميع أنحاء تونغا تواجه تهديدات هائلة من تسونامي والأمطار الغزيرة والفيضانات والرياح القوية، إذ أن ثوران البركان في يوم الخامس عشر تسبب في تسونامي، وغمرت المياه الشوارع الرئيسية للعاصمة نوكو الوفا وكذلك العديد من المبانى. مساء اليوم ذاته، انقطع الكهرباء مما أدى إلى قلة الاتصالات بالعالم الخارجي. كما ألغيت جميع الرحلات الداخلية في البلاد في اليوم ذاته.
في سياق متصل، قال خبراء إن نطاق ثوران البركان في الخامس عشر تجاوز بكثير ثورانين سابقين للبركان في العشرين من ديسمبر عام 2021 والثالث عشر من يناير الجاري، إذ تدفقت كمية ضخمة من الصهارة الطازجة التي تحتوي على الغاز من فوهة البركان في حين امتدت موجات الصدمة إلى آلاف الكيلومترات. كما تسببت الانفجارات في حدوث أمواج تسونامي في تونغا وفيجي وساموا المجاورتين. وكل هذه المؤشرات عكست أن البركان قد استيقظ، ومن الممكن أن يستمر نشاطه لمدة عدة أسابيع وحتى عدة سنوات، ولم يتضح بعد حتى الآن ما إذا وصل إلى ذروة الثوران. وبالاضافة إلى ذلك، أضاف الخبراء أن الانفجارات البركانية تسببت في تغيير كبير في ضغط الهواء، مما قد يؤثر على تغيير مستوى المد. جدير بالذكر أن هذا التسونامي نجم عن ثوران بركان وليس عن زلزال، ولم تُعرف آلية التسبب في التسونامي بعد، ما زاد من صعوبة التنبؤ بأمواج تسونامي.