احتجاجات ضد الانقلاب في السودان وسط إجراءات أمنية مشددة
احتجاجات ضد الانقلاب في السودان وسط إجراءات أمنية مشددة
وكالة انباء كل العربAPA
يحتج معارضو استيلاء الجيش السوداني على الحكم في كل أنحاء البلد، السبت، للمطالبة بإعادة حكومة يقودها مدنيون إلى الحكم والعودة لمسار الديمقراطية بعد الحكم الاستبدادي الذي استمر عشرات السنين في ظل إجراءات أمنية مشددة اتخذها الجيش.
وفي محيط مقر قيادته العامة بالعاصمة الخرطوم، أقام الجيش السوداني حواجز أمنية، لمنع وصول المتظاهرين إليها.
من جهته عزز الجيش السوداني مواقعه، وفرض طوقا عسكريا على بعض الطرق الرئيسية.
وشهدت عدة أحياء ومناطق في العاصمة السودانية الخرطوم خروج تظاهرات شعبية حاشدة،
وتجمع الآلاف فى أحياء الشجرة وجبره والكلاكلة والصحافة جنوبي الخرطوم، بينما شهدت أحياء الخرطوم بحري وشرق النيل خروج تظاهرات حاشدة.
وفي مدينة أم درمان، خرج آلاف السودانيين فى تظاهرات ضخمة، منددين بما أسموه تغول العسكريين على سلطة الانتقال المدني فى البلاد، ورددوا هتافات تطالب بالحرية والسلام والعدالة،
ومن المتوقع أن يحشد أنصار الحكم المدني في السودان قواهم في الشارع السبت، في تظاهرة وعد منظّموها بأن تكون “مليونيّة”.
وصباح السبت كانت خطوط الهواتف مقطوعة في الخرطوم مع إمكان الاتصال من الخارج فقط بالهواتف السودانية. كذلك، كانت شبكة الانترنت مقطوعة، بحسب فرانس برس.
وتقول رويترز إنه مع فرض السلطات قيودا على الإنترنت وخطوط الهاتف، سعى معارضون إلى التعبئة للاحتجاج باستخدام المنشورات والرسائل النصية القصيرة والكتابات على الجدران والتجمعات في الأحياء.
وظهر السبت عادت خدمة الاتصالات الداخلية في السودان بعد انقطاعها منذ ليلة الجمعة.
والشعار الأساسي لهذه التظاهرات هي “الردة مستحيلة” بعد عامين على الانتفاضة التي استمرت شهورا وانتهت بإسقاط عمر البشير في أبريل 2019 وتشكيل سلطة انتقالية من المدنيين والعسكريين منوطة بها إدارة شؤون البلاد إلى حين تسليم الحكم إلى حكومة منتخبة ديموقراطيا عام 2023.
وكان آلاف السودانيين تظاهروا بالفعل في الشوارع، الأسبوع الماضي، احتجاجا على حركة الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان الذي حل حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في خطوة دفعت الدول الغربية إلى تجميد مساعدات بمئات الملايين.
ومع مقتل ما لا يقل عن 11 محتجا في اشتباكات مع قوات الأمن الأسبوع الماضي يخشى معارضو المجلس العسكري من حملة قمع شاملة وحدوث مزيد من إراقة الدماء، بحسب رويترز.
وفي هذا السياق، دعت وزارة الثقافة والإعلام السودانية منسوبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية إلى الامتناع عن استخدام العنف تجاه المواطنين الرافضين لـ”الانقلاب العسكري وتقويض الانتقال الديمقراطي”.
كما طالبت الوزارة المحتجين بـ”التمسك بالسلمية التي عرفوا بها، والتعبير بأدواتهم المجربة لإعادة مسار ثورتهم من الانقلابيين”.
وطالبت الولايات المتحدة الجمعة الجيش السوداني على عدم قمع تظاهرات السبت.
وكانت الولايات المتحدة، التي تدعو إلى إعادة الحكومة التي يقودها المدنيون إلى الحكم، قالت إن رد فعل الجيش السبت سيكون اختبارا لنواياه.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن على قوات الأمن السودانية احترام حقوق الإنسان وأن أي عنف ضد المتظاهرين السلميين “غير مقبول”.
وأضاف على تويتر أن الولايات المتحدة تواصل الوقوف إلى جانب “شعب السودان في نضاله السلمي من أجل الديمقراطية”.
كذلك، حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجيش السوداني على “ضبط النفس” خلال تظاهرات السبت.
وقال خلال مؤتمر صحافي في روما “أدعو العسكريين الى إظهار ضبط النفس وعدم التسبب بسقوط مزيد من الضحايا. يجب أن يُسمح للناس بالتظاهر سلميا”.
وناشد الموفد البريطاني للسودان وجنوب السودان روبرت فيرواذر قوات الأمن السودانية “احترام حق وحرية” المتظاهرين في التعبير عن أنفسهم.
وكتب في تغريدة أن “التظاهر السلمي حق ديموقراطي أساسي وستتحمل أجهزة الأمن وقادتها المسؤولية عن أي عنف تجاه المتظاهرين”.
وحذرت منظمة العفو الدولية “القادة العسكريين من الحسابات الخاطئة”، مؤكّدةً أنّ “العالم يتابعهم ولن يسمح بمزيد من الدماء”.