فايننشال تايمز: طالما ظل الأسد وعائلته في الحكم فلن يكون هناك استقرار أو إعمار لسوريا
فايننشال تايمز: طالما ظل الأسد وعائلته في الحكم فلن يكون هناك استقرار أو إعمار لسوريا
وكالة أنباء كل العرب : أشارت صحيفة “فايننشال تايمز” في افتتاحيتها إلى أن العالم نسي سوريا وهو ما يعرضه للخطر الفادح.
وقالت إن سوريا لن تعود كدولة طالما ظلت ديكتاتورية الأسد في مكانها. وجاء فيها أن معظم العالم نسي على ما يبدو الحرب الأهلية السورية الوحشية التي مضى عليها 10 أعوام ولا تزال مرشحة للاشتعال وإشعال الفوضى في كل الشرق الأوسط وأوروبا. وقالت إن التواطؤ الدولي الذي حدث بعد هزيمة تنظيم الدولة ليس في محله، وكذا الدول الهشة الجارة لسوريا مثل الأردن ولبنان وحتى تركيا يمكن إقناعها أن تظل مثل الحظيرة التي يتجمع فيها 6 ملايين لاجئ سوري ونقل المساعدات لستة ملايين نازح سوري في داخل بلادهم.
وولد التنظيم السابق للدولة الإسلامية في العراق في سوريا بعدما تم تخفيض عدد مقاتليه إلى 600 مقاتل، ويقول الخبراء إنه أصبح لديه مقاتلين أربعين ضعف هذا العدد. وهو عدد كاف للعودة في هاتين الدولتين المتهالكتين. وعلى أوروبا ودول الشرق الأوسط أن تعرف من التجربة أن قطع الرؤوس لم يكن أبدا منحصرا في حقول الموت بسوريا والعراق. ولكنها على ما يبدو تستغرق وقتا طويلا لتعلم الدروس الأساسية من هذه المأساة.
قام نظام الأسد بمهاجمة وتدمير حوالي 600 مستشفى وعيادة مما دفع الأطباء للعمل تحت الأرض
وأعطت الصحيفة كمثال إلى قرار منظمة الصحة العالمية وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة ترفيع نظام الأسد في المجلس التنفيذي بمفارقات ذلك. وذكرت هنا أنه في العقد الماضي حتى شهر شباط/فبراير قام هذا النظام الإجرامي بمهاجمة ودمر في بعض الأحيان حوالي 600 مستشفى وعيادة مما دفع الأطباء للعمل تحت الأرض. وقام الأسد الذي يدعمه رعاة مثل فلاديمير بوتين بنشر الرؤية الخيالية بأن نظامه يعتبر القلعة العلمانية ضد التطرف الديني. وفي الحقيقة كان الأسد ومن معه الحاضنة لهذه القوى السامة، الذين يقدمون أنفسهم كقوة مضادة. فقد أفرغ النظام السجون من الجهاديين في عام 2011 مراهنا على اختطافهم للثورة السنية، تماما كما أثاروا الطائفية في لبنان وأرسلوا المتطرفين السنة إلى العراق المحتل من الولايات المتحدة، وكانوا بمثابة القابلة لتنظيم القاعدة الذي سبق تنظيم الدولة هناك.