أزمة سبتة تحيي الأحكام المسبقة.. 9 من أصل 10 إسبان لا يعتبرون المغرب “شريكا موثوقا به”
أزمة سبتة تحيي الأحكام المسبقة.. 9 من أصل 10 إسبان لا يعتبرون المغرب “شريكا موثوقا به”
وكالة أنباء كل العرب : عادت الأزمة التي اندلعت بين الرباط ومدريد إلى إحياء الأحكام المسبقة بين الشعبين المغربي والإسباني، حيث كشف استطلاع للرأي عدم ثقة تسعة من أصل عشرة إسبان في المغرب، في حين تغيب استطلاعات الرأي في الجانب الآخر، وإن كانت بعض المقالات الإعلامية والتعليقات في شبكات التواصل الاجتماعي دالة على الرؤية السلبية.
واندلعت الأزمة الأخيرة على خلفية موقف إسبانيا من نزاع الصحراء سواء عبر معارضة إعلان الرئيس الأمريكي ترامب سيادة المغرب على الصحراء، أو استقبال مدريد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي للعلاج من مرض كوفيد-19 دون إخبار المغرب بهذه الخطوة، الأمر الذي دفع بالرباط إلى التراجع عن مراقبة الحدود وترتب عنها هجرة عشرة آلاف مغربي إلى سبتة المحتلة يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الماضي، ثم سحب السفيرة المعتمدة في مدريد للتشاور.
وتسببت الأزمة الأخيرة في إعادة إحياء الأحكام المسبقة بين البلدين، من خلال التغطية المكثفة لوسائل الإعلام للحدث والنقاش السياسي القوي والمثير للجدل خاصة في البرلمان الإسباني، بينما بالكاد حضر النقاش حول هذه الأزمة في البرلمان المغربي وبيانات الأحزاب المغربية. وعادة ما تكون آراء الإسبان أكثر وضوحا بفضل استطلاعات الرأي التي تجريها وسائل الإعلام أو مؤسسات التفكير الاستراتيجي.
وفي هذا الصدد، كشف استطلاع للرأي أنجزته مؤسسة “ديم” لصالح جريدة “20 دقيقة” ونشرته الأربعاء من الأسبوع الجاري أن تسعة من أصل عشرة إسبان لا يعتبرون المغرب شريكا موثوقا به ومخلصا”، وتختلف هذه النسبة من حزب إلى آخر. وتبلغ في صفوف حزب فوكس القومي المتطرف أكثر من 97%، ثم أكثر من 95% في صفوف حزب اسيودادانوس الليبيرالي، و92% في صفوف الحزب الشعبي المحافظ المتزعم للمعارضة. ولا تختلف كثيرا في صفوف ناخبي اليسار المتزعم للحكومة الائتلافية، حيث تصل إلى 92% في صفوف حزب بوديموس اليساري وأكثر من 88% في صفوف الحزب الاشتراكي.
ويعتقد أكثر من نصف ناخبي الأحزاب اليسارية المشكلة للحكومة أن هذه الأخيرة نجحت في معالجة هذه الأزمة، حيث يمنحون 5 نقاط على سلم التقييم عشرة، بينما تنخفض النسبة في صفوف اليمين من الليبرالي إلى المتطرف ما بين 2،5 إلى 1،7 نقطة على عشرة.
وفي جانب آخر من الاستطلاع، اعتقد أربعة ناخبين إسبان من أصل خمسة، أي 80% أن هذه الأزمة كانت تتطلب تفاهما أكبر بين الحكومة والمعارضة لمعالجتها. لأنها تمس الأمن القومي للبلاد، وتتطلب تجاوز الخلافات البسيطة.
في المقابل، لم يتم إجراء أي استطلاع في الجانب المغربي لمعرفة آراء الرأي العام حول إسبانيا وكذلك إزاء هذه الأزمة. وتفيد قراءة أولية للكثير من المقالات الصحافية وآراء الصحافيين والمحللين تراجع صورة إسبانيا في المغرب نتيجة هذه الأزمة إلى مستوى استعمال بعض الإعلاميين والسياسيين مصطلحات من قبيل الحرب الصليبية التي تشنها إسبانيا على المغرب.