مشعل وعودته المحتملة
مشعل وعودته المحتملة
أفادت مصادر في حماس، ومقرها تركيا، أن رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل، الذي كان يقيم حتى وقت قريب في قطر، يقيم منذ حين في تركيا.
وبحسب هذه المصادر، وصل مشعل إلى اسطنبول للتحضير مع رفاقه لاستئناف دور رئيسي داخل حركة حماس. من المحتمل أن يتم انتخاب مشعل كقائد لحركة حماس في الخارج. لهذا الغرض، ينظم مكتبه في اسطنبول ويعقد مناقشات مع كبار المسؤولين قبل تعيين شركاء في أدوار رئيسية، وبحسب المصادر ، فان انتخابات حماس الداخلية لم تنته بعد ، لكن القرار بشأن تعيين مشعل نهائي. لذلك ، فإن مشعل يستجيب بالفعل للتحديات العديدة التي تواجه حركة حماس في الخارج.
وتدور الأسماء حول مرشحي مقعد رئيس الحركة بين خالد مشعل وإسماعيل هنية وكلاهما شغل موقع رئيس المكتب السياسي للحركة، وتعتبر فرص هنية الأكبر والأبرز، بخاصة أنه لم يتولَّ موقعه إلا لمرة واحدة ويحق له الترشح.
والواقع أن انتخابات “حماس” في الأقاليم والخارج لن يكون لها التأثير والنفوذ المكرر والمعتاد، وهو ما يجب وضعه في الاعتبار مع التأكيد أن هذا التيار يمثّله خالد مشعل وصالح العاروري، ولهما ظهير في الداخل، ممثلاً بمحمود الزهار تحديداً وآخرين في المكتب السياسي في القطاع، حيث يركزون على ضرورة العمل على إعادة إحياء دور المكتب السياسي، تحديداً المكاتب الخارجية في الدول الصديقة والمؤيدة للحركة، مع أهمية إجراء الانتخابات لمنح القرار السياسي داخل “حماس” المصداقية، ليس فقط في الداخل وإنما على المستوى الخارجي وهو الأهم، بخاصة أنها باتت تعاني من حالة التعثر في ظل ما يجري من تحركات لبعض الفصائل الصغيرة والمعترضة (غالبيتها تنتمي للتيار السلفي الجهادي) على عددٍ من سياساتها في الداخل، إضافة إلى العلاقات غير المستقرة مع حركة “الجهاد الإسلامي”، التي تحتاج إلى آليات جديدة في التعامل مع التركيز على تصعيد دور الحركة في الخارج، والعمل على فتح علاقات جديدة معها، بخاصة في عدد من الدول الإسلامية، تحديداً في آسيا مع التحسب لاحتمالات أن تشهد الحركة تراجعاً في بعض مناطق نفوذها، وهو ما سيتطلب مراجعة موقفها الراهن.
تكشف خطوة إجراء الانتخابات داخل “حماس” على مستوى الداخل وفي الأقاليم عن وجود دور خارجي سيكون مؤثراً وفاعلاً، إذ ستعمل بعض الدول الإقليمية على دفع عدد من مرشحيها إلى مواجهة التحرك المصري في هذا الملف، بخاصة أن القاهرة باتت تؤيد وبقوة إسماعيل هنية والتيار الذي يمثّله داخل الحركة، على اعتبار أنه يسيطر على صنع القرار في الوقت الراهن ويدير القطاع بالفعل، بالرغم من تحفظ بعض القيادات في الداخل على بعض هذه السياسات. وكانت القاهرة قد سمحت لهنية بمغادرة القطاع للقيام بجولة خارجية للترويج لنفوذه وحضوره في المشهد الداخلي، وإحداث توازن حقيقي مع التيار الخارجي، تحديداً كل من خالد مشعل وموسى أبو مرزوق.