محطة مواجهة جديدة في القدس 28 رمضان لا يشبه غيره
محطة مواجهة جديدة في القدس
28 رمضان لا يشبه غيره
تقرير وكالة أنباء كل العرب
وسط استمرار المواجهات اليومية و غليان في الشارع المقدسي في محيط باب العامود وأكنافه ، تكثف جماعات المستوطنين الصهاينة دعواتهم لاقتحام المسجد الأقصى واختراق القدس بمسيرة ضخمة في ما يسمى “يوم توحيد القدس” الموافق لـ 28 رمضان الجاري.
ما هو يوم “توحيد القدس”
ويعتبر الاحتلال ذكرى احتلال شرق القدس او ما يسمى “يوم توحيد القدس” عيدا وطنيا لإحياء ذكرى استكمال سيطرته على مدينة القدس، واحتلال الجزء الشرقي منها، خصوصاً البلدة القديمة، وذلك خلال حرب عام 1967.
وتقيم جماعات المستوطنين سلسلة من الاحتفالات في هذه الذكرى، تشمل مسيرة ضخمة يشارك فيها المستوطنين رافعين الأعلام الإسرائيلية وتعرف “بمسيرة الأعلام”.
وتشكل مسيرة الأعلام التي تنطلق، مساء ٢٨ رمضان، من مركز غرب القدس مرورا بباب العامود وحارات بالبلدة القديمة، وصولا إلى حائط البراق، في يوم ٢٨ رمضان، شكلاً من أشكال تكريس “السيادة اليهودية” في القدس.
مواسم مركزية لاقتحام الأقصى
وأوضح الباحث والمختص في شؤون القدس زياد إبحيص إن “جماعات الهيكل” يركزون على ٤ مواسم مركزية لتكون ذروة الاقتحامات في المسجد الأقصى المبارك.
وبين أن هذه المواسم هي “عيد الفصح”، وذكرى احتلال شرق القدس، وما يسمى بذكرى “خراب المعبد”، وموسم أعياد رأس السنة وعيد العرش وكلها بالتقويم العبري.
وتابع في حديثه لـنا ، “نظراً لطبيعة التقويم العبري ذي الأشهر القمرية والسنوات الشمسية، فإن هذه المناسبات تتحرك بمدى شهر كل ٣ سنوات تقريباً ثم تعود إلى مكانها”.
ولفت إلى أن هذا أسس لتزامن تاريخي بين موسمين من هذه المواسم مع أعياد إسلامية بين سنوات ٢٠١٩-٢٠٢١، وقد وضعت جماعات المعبد خططاً لاقتحام الأقصى في الأعياد المتقاطعة لتأكيد ما تراه “سمو الاعتبار اليهودي” على التعريف والممارسة الإسلامية في الأقصى”.
ويبين ابحيص أن إجراءات مكافحة وباء كورونا قد فوتت كل مواسم الاقتحام تقريباً في ٢٠٢٠.
وأردف هذا جعل “جماعات الهيكل” تتطلع إلى أن يكون اقتحام ذكرى احتلال شرق القدس او ما يعرف بـيوم توحيد القدس التي تحل في يوم الاثنين ١٠/٥/٢٠٢١، الموافق ٢٨ رمضان محطة فارقة في استعادة زخمها الشعبي، ولذلك عقدت مؤتمراً تحضيرياً لهذا الاقتحام يوم ٥/٤/٢٠٢١، ولأول مرة في تاريخها.
الأوقاف تحذر
من جهته، حذر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني من دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى المبارك في 28 رمضان لخطورتها على المسجد لتصادفها لليوم التالي لليلة القدر التي تشهد تواجد آلاف الملسمين في المسجد.
وحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات اقتحام الأقصى خلال الشعر الأواخر من رمضان.
واعتبر الكسواني سماح شرطة الاحتلال باقتحام المستوطنين للأقصى خلال يوم ٢٨ رمضان هو خرق واضح للوضع التاريخي القائم في الأقصى، الذي يمنع بموجبه اقتحام الأقصى خلال الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
ورغم عدم استبعاد، الكسواني، لتأجيل الاقتحام بعد هبة باب العامود إلا أنه أكد على أن الأوقاف الإسلامية تنظر بعين الخطورة لهذه الدعوات والتي يريد الاحتلال منها إشعال فتيل الحرب الدينية في المنطقة.
وأكد أن هناك تواصل دائم بين دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس مع وزارة الأوقاف والحكومة الأردنية للضغط على الاحتلال لوقف الانتهاكات اليومية في حق المقدسات الاسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
وشدد الكسواني على ضرورة تكثيف شد الرحال للمسجد الأقصى والتواجد الدائم فيه لإفشال كل المخططات الإسرائيلية الهادفة لتغيير الواقع التاريخي في المسجد.
توقعات بأحداث عنيفة
ويتوقع الباحث زياد ابحيص أن ضرب معنويات المستوطنين وإذلالهم على يد شباب القدس خلال هبة باب العامود، ستجعل “جماعات الهيكل” يتطلعون لأن يكون يوم ٢٨ رمضان يوم ثأر واستعادة تفوق.
ويرى ابحيص أن “مسيرة الأعلام” هذا العام ستكون سبباً لتجدد المواجهات إذا حاولت شرطة الاحتلال تمكين المستوطنين من التجمع عند باب العامود.
وأضاف “محاولة الاحتلال إغلاق ساحة باب العامود في وجه المقدسيين كان يبتغي منه تمكين المستوطنين من التجمع فيها بأعداد كثيفة دون أي حضور عربي”.
ويؤكد ابحيص على ضرورة النظر إلى يوم ٢٨ رمضان باعتباره المحطة الضرورية المكملة لهبة باب العامود، وأن يكون إفشاله التام على رأس الأولويات.