ليبراسيون: الذاكرة المؤلمة ل “المختفين” شوكة الذاكرة الفرنسية الجزائرية
ليبراسيون: الذكرى المؤلمة لـ”المختفين” شوكة الذاكرة الفرنسية الجزائرية
وكالة أنباء كل العرب : تحت عنوان: “الحرب الجزائرية.. الذكرى المؤلمة للمختفين”؛ قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية إن آلاف الأشخاص، مثل موريس أودين، وعلي بومنجل، “اختفوا” (الخطف -التعذيب أحياناً- القتل على يد الجيش الفرنسي) خلال حرب استقلال الجزائر، موضحة أن هذه القضية تمثل شوكة في مسار مصالحة الذاكرة الفرنسية- الجزائرية.
“ليبراسيون” أشارت إلى أن المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا أكد في تقريره الذي قدمه إلى الرئيس إيمانويل ماكرون في يناير الماضي، أكد أن “طابو المفقودين ما يزال يخيم على مسألة الذاكرة الجريحة لحرب استقلال الجزائر”.
وقد تم بالفعل توجيه إشارات الاعتراف من قبل إيمانويل ماكرون، مثل الاعتراف في منتصف سبتمبر عام 2018 بسمؤولية الجيش الفرنسي في اغتيال الناشط الشيوعي موريس أودين، ثم اعتراف الرئيس الفرنسي في بداية شهر مارس عام 2021 بتعذيب وقتل المناضل الجزائري علي بومنجل على يد الجيش الفرنسي، كما جاء في بيان لقصر الإليزيه، والذي شدد على أنه “لا يمكن تبرير أو إخفاء أي جريمة أو فظائع ارتكبها أي شخص خلال الحرب الجزائرية”.
ومضت “ليبرالسيون” إلى القول إن اكتشافات المقابر على التراب الجزائري مع مرور الوقت تعيد إحياء الأمل في العثور على الجثث. وكان يتم التغطية على عمليات الخطف ثم الاختفاء على أنها حالات انتحار، كما هو الحال مع العربي بن مهيدي -أحد مؤسسي جبهة التحرير الوطني- الذي اعتقل ليلة 15- 16 فبراير عام 1957 في الجزائر العاصمة ثم اقتيد إلى مزرعة جنوبي المدينة.
ويرى بول أوساريس، رئيس الاستخبارات خلال حرب الجزائر: “بمجرد دخول الغرفة، بمساعدة ضباطنا، أمسكنا بن مهيدي وشنقناه بطريقة قد توحي بالانتحار”.
وقد وجّه مقتل بن مهيدي ضربة قاصمة لجبهة التحرير الوطني في الجزائر.
فخلال معركة الجزائر وحدها من يناير إلى أكتوبر 1957، أحصى الأمين العام لولاية الشرطة بول تيتجان، وهو مقاوم سابق تعرض للتعذيب على يد الغستابو، أحصى 3024 حالة اختفاء.
ونبّه بول تيتجان الوزير المقيم في الجزائر روبرت لاكوست بشأن “الأخطاء الفادحة”، محذرا من مغبة “فقدان فرنسا لروحها داخل نظام الاعتقال والاحتجاز هذا”. ثم استقال تيتجان في مارس عام 1957.