أزمة سد النهضة تتعقد.. إثيوبيا تتمسك بالتعبئة الثانية والسودان يقدم إحاطة لمجلس الأمن بشأن المفاوضات والقاهرة تؤكد على العمل مع مختلف الدول للتوصل لحل القضية
أزمة سد النهضة تتعقد.. إثيوبيا تتمسك بالتعبئة الثانية والسودان يقدم إحاطة لمجلس الأمن بشأن المفاوضات والقاهرة تؤكد على العمل مع مختلف الدول للتوصل لحل القضية
وكالة أنباء كل العرب : كثف السودان ومصر تحركاتهما الدبلوماسية سعيا لحشد الدعم لاتفاق ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبي بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة في كينشاسا، وإعلان أديس أبابا اعتزامها تنفيذ التعبئة الثانية للسد في يوليو/تموز المقبل.
فقد التقت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي خلال أمس الأحد في الخرطوم مع سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي.
وقالت المهدي خلال اللقاء إن موقف السودان الثابت يتمثل في ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم قبل الملء الثاني لسد النهضة.
وفي السياق، قال مصدر بوزارة الخارجية السودانية للجزيرة إن الخرطوم أبلغت مجلس الأمن الدولي بشأن التعقيدات التي تمر بها مفاوضات السد.
وبالتزامن، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية إن وزير الخارجية سامح شكري سيحمل رسائل من الرئيس عبد الفتاح السيسي لقادة عدد من الدول الأفريقية يزورها خلال جولة يبدأها من كينيا، مضيفا أنه سيطلعهم على حقيقة وضع المفاوضات بشأن ملف سد النهضة.
وسيبحث سامح شكري خلال جولته سبل دعم مسار التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد على نحو يراعي مصالح الدول الثلاث، حسب الخارجية المصرية.
وكانت جولة المفاوضات التي عقدت مؤخرا في كينشاسا برعاية رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، ومشاركة وزراء الخارجية والري في كل من إثيوبيا ومصر والسودان، قد انتهت دون إحراز أي تقدم، وتبادلت الخرطوم والقاهرة من جهة، وأديس أبابا من جهة أخرى الاتهامات بإفشالها.
وبعد فشل هذه الجولة، وجه رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك دعوة إلى مصر وإثيوبيا لعقد قمة ثلاثية لبحث تداعيات ملف سد النهضة.
تمسك بالتعبئة الثانية
وقد جدد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أمس الأحد التأكيد على أن التعبئة الثانية لسد النهضة الذي تبنيه بلاده على نهر النيل الأزرق ستتم خلال موسم الأمطار في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، وذلك رغم معارضة مصر والسودان للقيام بهذه الخطوة قبل التوصل لاتفاق.
وقال آبي أحمد في تغريدات على تويتر إن بلاده لا تسعى لإلحاق الضرر بدولتي مصب نهر النيل مصر والسودان.
وأضاف أن سد النهضة حال دون حدوث فيضانات عارمة في السودان العام الماضي، لافتا إلى أن إنجاز تعبئة السد في موسم الأمطار سيقلل خطر الفيضانات في السودان.
وأشار إلى أن الأمطار الغزيرة التي هطلت العام الماضي ساعدت في استكمال التعبئة الأولى بنجاح، وكشف أن بلاده ستطلق قبل التعبئة الثانية مزيدا من المياه التي خزنت العام الماضي في المساحات الجانبية لبحيرة السد المعروفة باسم “المفايض”، وستشارك المعلومات مع مصر والسودان.
وأرفق رئيس الوزراء الإثيوبي في تغريداته فيديو جديدا لسد النهضة يوضح اكتمال المفايض، وتدفق المياه عبرها.
وفي يوليو/تموز 2020 أقرت إثيوبيا بأنها نفذت أول ملء أحادي للسد من دون التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب، مصر والسودان، وحاليا تصر على ملء ثان للسد.
والجمعة، أعلن وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين رفض بلاده تدويل ملف سد النهضة، وأكد أنها لن تذعن للضغوط للقبول بما وصفها بـ”المعاهدات الاستعمارية” بشأن النيل، قائلا إن الموضوع برمته سيحل في إطار العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي “إن اتبعت مصر والسودان نهجا بناء”، على حد تعبيره.
وشدد المسؤول الإثيوبي على أن بلاده لن تقبل بشروط غير عادلة تسعى مصر والسودان من خلالها للحفاظ على هيمنتها المائية.
وبينما تصر إثيوبيا على ملء ثان لسد النهضة حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن السد مع مصر والسودان، تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق حول الملء والتشغيل يحافظ على منشآتهما المائية، ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.
وعلى مدار 10 سنوات تجري الدول الثلاث مفاوضات متعثرة، ويرعاها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.
و اكد وزير الخارجية المصري سامح شكري لرئيس جزر القمر عثمان غزالي على تطلع القاهرة إلى العمل مع مختلف الدول والأطراف المعنية بهدف التوصل إلى حل لقضية سد النهضة الإثيوبي على نحو يحول دون المساس بالأمن والاستقرار الإقليمي.