العلاقات الفرنسية-الجزائرية تعود الى التوتر من جديد على خلفية نزاع الصحراء الغربية والماضي الاستعماري
العلاقات الفرنسية-الجزائرية تعود الى التوتر من جديد على خلفية نزاع الصحراء الغربية والماضي الاستعماري
وكالة أنباء كل العرب : منذ خلع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، نجح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نسج علاقات متميزة مع الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون، لكن شبح الصحراء الغربية ومطالب الذاكرة الاستعمارية تحول دون تطور العلاقات وآخر فصل هو تأجيل الوزير الأول الفرنسي جان كاستكس زيارته الى الجزائر الأحد الماضي.
وتبادل الرئيسان تبون وماكرون مكالمات هاتفية ورسائل حول مستقبل العلاقات بين البلدين وأوجه التعاون، وساعد الاعتقاد في بداية صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، وشجع على ذلك بدء اعتراف ماكرون بجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر واستعداد بلاده الى تسويات سياسية في الموضوع، وكانت البداية بتكليفه المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا بتحرير تقرير كبير في الموضوع.
وانتظر البلدان إجراء اجتماع على مستوى حكومتي البلدين لترجمة التقارب بين الرئيسين الى واقع واضح في اتفاقيات اقتصادية وسياسية جديدة، وبدون مقدمة، جرى الأحد الماضي تأجيل زيارة الوزير الأول الفرنسي بمبرر دواعي صحية مرتبطة بجائحة الكوفيد-19، وهو مبرر لا يستقيم واستقبال الجزائر مسؤولين من دول أخرى.
ونشر راديو “إير تي إل” الإعلامية تحليلا أمس الاثنين معنون بـ “لماذا التوتر يتفاقم بين الجزائر وفرنسا؟” ونسب ذلك الى تراكم مشاكل خلال الأيام الأخيرة، بدأت بتصريح وزير العمل الهاشمي جعبوب في مجلس الشيوخ الجزائري بوصفه فرنسا “العدول التقليدي الدائم للجزائر”. وتصف الإذاعة هذا التصريح “بالمثير والعدائي”، وتنبه الى تصريحات أخرى تنبه من “عودة فرنسا الى الجزائر”.
وتذهب مختلف الصحافة الفرنسية الى التركيز على قرار الحزب الحاكم في فرنسا “الجمهورية الى الأمام” بفتح فرع له في مدينة الداخلة أقصى جنوب الصحراء الغربية بالتزامن مع زيارة الوزير الأول الفرنسي. واعتبرت الجزائر القرار إهانة لها واعتراف غير مباشر بمغربية الصحراء، علما أن الجزائر الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو التي تنازع المغرب السيادة على الصحراء الغربية، وندد الحزب الشيوعي الفرنسي بقرار الحزب الحاكم فتح فرع له في مدينة الداخلة في الصحراء الغربية، واعتبره خرقا للقانون الدولي.
وتحدثت جريدة “كل شيء عن الجزائر” الناطقة بالفرنسية عن اللوبي الاستعماري الذي مازال يحن الى “الجزائر الفرنسية” ويعمل على عرقلة كل خطوة تفاهم بين البلدين، ويختار التوقيت بذكاء لإشعال التوتر.