وزير الصحة الجزائري يشرف على إطلاق دليل خاص للتكفل بالقدم السكرية
أشرف صباح اليوم وزير الصحة، البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد على إطلاق دليل خاص للتكفل بالقدم السكرية، بحضور أساتذة وباحثين و إطارات من الإدارة المركزية،بمقر الوزارة في البداية رحّب الوزير عبّر عن سعادته بالإشراف على إطلاق الدليل الخاص للتكفل بالقدم السكرية.
و أوضح وزير الصحة أن مرض السكري يعدّ يا للأسف وباء صامت عالميا، في ارتفاع مستمر و ملحوظ ويمثل تهديدا على صحة ملايين الجزائريين، حيث يؤدي التشخيص المتأخر مع الأسف إلى مضاعفات خطيرة و متعددة، و تعتبر القدم السكرية (Pied diabétique) معضلة صحية عمومية كبيرة، والتي تتميّز بالثلاثي الكلاسيكي المدّمرː اعتلال الأعصاب في القدمين، سوء دوران الدم في الأطراف والتعفن الموضعي، من المضاعفات الخطيرة، التي ينتج عنها الاستشفاء لفترات طويلة تدوم لأسابيع وحتى لأشهر و أشار البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد إلى أنه ما يقارب 15٪ من الأشخاص المصابين بداء السكري يتعرضون لجروح وتقرّحات في القدم و التي تزيد من معاناتهم و احتمالية عملية البتر الجزئي أو الكلي، و أن عملية البتر عند الأشخاص المصابين بداء السكري تزيد بحوالي خمسة عشر إلى عشرين مرة عن الأشخاص غير المصابين، وعليه، عملية البتر هي مأساة لا يوّد المريض ولا عائلته ولا الفريق الطبي المسؤول عن رعايته أن يعيش آلامها، ممّا يجعل الطاقم الطبي يشعر بالفشل و الإحباط حيال علاجهم للقدم السكرية الواجب بترها كما أكّد الوزير بصفته جراح عظام، أنه يتعسّر ويصعب على أي جراح القيام ببتر جزء من الجسم، لكن في بعض الأحيان، يصبح هذا البتر الخلاص الوحيد من الغرغرينا (la gangrène) جراء نقص تدفق الدم الموضعي، الذي يؤدي إلى موت الأنسجة وانبعاث السموم وإحداث صدمة انتانية (choc septique)،
وعلى غرار البلدان التي نجحت في رفع هذا التحدّي الكبير و المتمثّل في التربية العلاجية والوقاية، فإن الوزارة تطمح إلى خفض معدل البتر لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري بنسبة كبيرة، مع العلم أن الوقاية من الإصابة بالقدم السكرية تمثّل أولوية صحيّة أساسية، و يمكن تحقيق ذلك من خلال تحديد الأشخاص المعرضين لخطر كبير، مثل أولئك الذين يعانون من اعتلال الأعصاب ونقص تدفق الدم وانسداد الشرايين في الأطراف، ففي حالة ظهور الجروح و التقرحات في القدم ينبغي التعجيل بمعالجتها من قبل فريق متعدد التخصصات من الممارسين المحترفين في القدم السكرية (جراحة العظام. جراحة عامة. طب داخلي. طب الغدد و السكري. طب الجلد و الأمراض المعدية ….) و أوضح وزير الصحة أن التربية العلاجية تعدّ مفتاح التكّفل بالقدم السكرية، حيث يتعيّن أن تخص أساسا المريض والمعالج من ممارسين طبيين وشبه طبيين للتكّفل الجيّد لمرضى السكري، كما يعدّ الدعم الكبير و المتواصل الذي تقدمه المنظومة الصحية ضروريًا لضمان عملية التحسيس والكشف المبكر، حيث بات من الضروري تنظيم المسار العلاجي ونوعية الرعاية الصحية للمرضى عبر التراب الوطني، مع التذكير بمهام ومسؤوليات كل جهة معنية، وهذا بهدف تحسين نوعية حياة المرضى المصابين بداء السكري كما بيّن البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد أن هذا الدليل المتعلّق بالتكفل بالقدم السكرية أداة عملية، بغرض تعزيز فهم أوسع للتحدّي المشترك لمواجهة هذه المضاعفات الخطيرة، يضمن تصميمه البسيط وتنظيمه الجيّد قراءة مريحة دون عناء و نوّه وزير الصحة بعمل اللجنة المتكونة من الخبراء في مختلف التخصصات الطبية التي أفضت إلى إعداد دليل خاص للتكفل بالقدم السكرية، و يمكن الاستعانة به من طرف الطلبة من مختلف التخصصات مما يسمح لهم باكتساب خبرات طيلة مسارهم التكويني، كما تمّ وضعه تحت تصرف مستخدمي الصحة سيمكّن من الولوج في الوقت المناسب إلى عالم المعارف المتخصصة وخوض أفضل الممارسات للتكفل الأمثل بالقدم السكرية، ولذلك طلب من جميع الأطراف الفاعلة في هذا الميدان الأخذ بعين الاعتبار كل ما جاء في هذا الدليل وتطبيقه على نطاق واسع، و يُتْبَع هذا الدليل بمرسوم وزاري من أجل تطبيقه في الميدان.