كلمة د. فيصل عرنكي في حفل الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، والثانية والخمسين لتأسيس جبهة التحرير العربية
كلمة د. فيصل عرنكي في حفل الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، والثانية والخمسين لتأسيس جبهة التحرير العربية
وكالة أنباء كل العرب: في الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس حزب البعث العربي الإشتراكي، والذكرى الثانية والخمسين لانطلاقة جبهة التحرير العربية نلتفت إلى ماضٍ بعيدٍ مَجْيد يليق بالتضحيات الجسام والبطولات الممتدّة امتداد العنادِ في المداد، وامتداد فلسطين الصابرة الراسخة ثباتاً وشموخاً، في عمقها العربي باعتبارها السطر الأسطع والأرفع في كتاب التضحية والفداء..
لقد غرس المؤسسون الأوائل في حزب البعث أغصان القسم والوعد والعهد مؤكدين أن هذه الأمة ومهما تعرّضت لمؤامرات الشطب والإلغاء إلا أنها ستعود إلى جوهرها الأنقى وحتمية الإنبعاثِ والتجدّد لمواصلة طريق الحرية بما يليق بتاريخ هذه الأمة وفداء أبطالها وعمق تاريخها الذي حاولوا تزييفه وتزويره لخلق روايتهم الشوهاء والسوداء.. إنه تذكُّر واجب للكتيبة المؤسسة لبعثنا العظيم.
لقد جسّد شهداء البعث وعلى رأسهم القائد الشهيد صدّام حسين رحمه الله ورفاقه الميامين من حامل الراية الشهيد عزت الدوري وقائمة العزّ والفخار من قيادات الحزب، جسدوا بموقفهم الراسخ وصمودهم الفذّ حقيقة الفداء والعطاء لهذه الأمة هم يردّدون عاشت الأمة وعاشت فلسطين، وهو ثبات أهل الحق في زمن الردّة والارتداد.
إن الغزاة الذين استهدفوا العراق وامتدوا لجسد الوطن العربي لتمزيقه وتشتيت شعوبه، كانوا يدركون أنهم يمزقون كتاب الحضارة ويعيثون فساداً في الحكاية لإلغاء الوجدان الجماعي، لتعميم الإحباط واليأس والنكوص. فما نال ذلك من عزيمة أحرار الأمة وأبطالها الذين جسّد البعثيون الشهداء والشهداء الأحياء المثال الأروع والأرفع وهم يدافعون عن ثوابت الأمة وفي رأس أولوياتها فلسطين. الجرح الأخضر الذي يواصل نزيفه دفاعاً عن الأمة وحقيقتها وثابتها.
تأتي الذكرى وأعداء الأمة يواصلون تمزيق الممزّق وإعادة صياغة خارطة الوطن العربي في محاولة لصياغة فلسطين لتصبح فلسطين الجديدة في الوطن العربي الجديد ولكن هيهات .. هيهات .. فها هي فلسطين بصمودها قيادة وشعباً، تكسِّر نصال موتهم ورعبهم ومخطّطاتهم الملغومة وما كان ذلك ليكون لو بقي العراق بعيداً عن الغدر ومخالب الغزاة وتدميرهم.
نستذكر بكل فخر واعتزاز هذه المسيرة الطويلة لحزبنا المجيد وجبهتنا جبهة التحرير العربية التي هي امتداد للفكرة وجمرة الفعل والوعي بما يعزِّز حضور هذه الأمة ويعيد لها بهاءِها ومضاءِها عالية شامخة ترفض التردِّي والانكسار والإكراهات المُرَّة ..
وسنبقى على عهد الشهداء .. عهد الأحرار عهد ثابت الأمة ورأس حربتها فلسطيننا الباقية الغالية، بوحدتها وعناق هلالها وصليبها لتحقيق انتصارها الأكيد.
إن جبهة التحرير العربية وهي تسند فعلها إلى إرث وضَّاء من التضحية والعطاء المديد من خلال البعث الثابت على راسخ المبادئ ورفيع القيم والفضائل إنما تجدّد عهدها الباقي من أجل فلسطين جوهرة العرب الأصفى ونداء الكون الأبدي.. وكعاهد الأمة أن تبقى أمينة لوجدان الأمة الجماعي الذي يرفض الإنصياع والركوع، لأنه برسم التضحيات والبطولة والخير العام الذي تفيض به حضارة الأمة وثقافتها العميقة.
وهو عهد الشهداء والشهداء الأحياء الأسرى فلسطينيين وعرباً، والجرحى والمبعدين
عاشت الأمة ثابتة على حقها وحقيقتها
عاشت فلسطين حرّة عربية
وحتى التحرير والنصر والتمكين.