تدريبات الاحتلال الصهيوني بالأغوار تدمير منظم للأرض الفلسطينية
تدريبات الاحتلال الصهيوني بالأغوار تدمير منظم للأرض الفلسطينية
وكالة أنباء كل العرب : لم تغب عيون الاحتلال المتعاقبة يومًا عن المكر بالأغوار الفلسطينية وتضعها تحت المجهر السياسي – والاستراتيجي بأدواته بادئة بالضغط التهجير وصولًا لبسط السيطرة والسيادة الكاملة.
وواصلت وزارات الاحتلال ذات العلاقة بوضع المخططات وتنفيذها على أرض الواقع خاصة “وزارة الحرب” التي تختبئ خلف مسمى جيش الاحتلال في وتيرة متناغمة مع الرؤية المستقبلية لدولة ليس لها حدود ولا تؤمن بالحدود منذ قيامها.
وحسب رؤى وتقييمات الخبراء والنشطاء، إن أهم الوسائل التي تُوصل الاحتلال لتحقيق أهدافه استخدام ذراعه العسكرية التي يمثلها الجيش بسلسلة لا تنتهي من التدريبات العسكرية المتنوعة لإجبار “فلسطيني الأغوار” على الرحيل الطوعي والهادئ وصولًا للضم ونمو المستوطنات الغريبة في جسد الأرض الفلسطينية والحدودية الواسعة.
نقطة البداية
وتمكن الاحتلال من زرع أول بؤرة استيطانية بالضفة الغربية عام ١٩٦٧.
ويؤكد الناشط عمر العينابوسي لـنا، أن الاحتلال شرع باستخدام حيلة التدريب العسكري في الأغوار المعروف بتنوعه الحيوي والجغرافي وغناه بالمعادن والمياه والثروة الحيوانية، حيث تناقصت الأخيرة منذ العام ٢٠٠٠ بنسبة ٦٠٪ بسبب التدريب العسكري ووسائل التهجير والترحيل وعدوان المستوطنين.
ويقول “عينابوسي”، إن التدريبات العسكرية شاملة بالفردية والجماعية بأنواع الذخائر، من شرطة ومتدربين وجنود ومدفعية وطيران في المناطق المفتوحة والجبلية وبين المزروعات والبيوت سيان .
24معسكر
ويعتبر الباحث عارف دراغمة، أن ما يجري عبارة عن تحالف لمؤسسات الاحتلال تهدف لطرد الفلسطيني صاحب الأرض وإحلال المستوطن الغريب مكانه، حيث يوجد حاليا ٢٤معسكرًا للجيش في الأغوار، مع إغلاق ٣٠٪من الأراضي كسياسة للطرد والضم والاستيلاء على رقبة الأرض.
ويرى “دراغمة” في حديث خاص لنا ، أن أعمال التدريب العسكري المتتالية وإعلان المنطقة المستهدفة عسكرية مغلقة تؤدي لاحقًا لمنحها للمستوطنين لإنشاء المستوطنات فوقها كما حصل في معسكرات “شويعر”، و”مسكيوت” ومناطق في “الجفتلك”
ولا يختلف القيادي في حركة “حماس” فازع صوافطة، في تقديراته مع “عينابوسي” و”دراغمة” قائلًا، إن سعة مساحات الأغوار والعدد غير الكبير من المواطنين بين جنباتها جعلها هدفًا للخطط التدريبية والاستيطانية الماكرة، وتوفر ظروف التدريب ونشر المعسكرات والحواجز فيها، وبأطرافها تمهيدًا لابتلاعها وعزلها وفصلها عن طوباس ونابلس وجنين .
ولا يكتفي الاحتلال بالتدريب بل يتعمد إغلاق الطرقات وترك مخلفاته فوق الأرض الزراعية وبين الخيام مشكلة إخطارًا على حياتهم؛ ما أدى لاستشهاد العشرات وإصابة المئات بإعاقات وبتر أطرافهم، ونفوق المواشي التي لا تسلم من مصادرتها.
دبابات في حوش البيوت
وعنونت منظمة “بتسيلم” تقريرها حول التدريبات العسكرية في الأغوار بدبابات في حوش البيوت، راصدةً نشر قوات عسكرية من سلاحي المشاة والمدرعات، وإطلاق قذائف صاروخية واستخدام النيران الحية في الأرض الزراعية وإغلاقها بالمكعبات الأسمنتية .
وحسب وصف “بتسيلم”، إن جنازير الدبابات الإسرائيلية ومركباتها المدرعة تسحق الزراعات والحياة في الأغوار، مع تواتر الشهادات بالتدريبات في كافة الاتجاهات؛ ما يتسبب في تقليص أماكن الرعي وإتلاف المزروعات ويكون البديل الأعلاف باهظة الثمن