الاحتلال الإيراني يقتل الأسرى الأحوزيين عبر التعذيب وافشاء مرض كورونا في السجون
الاحتلال الإيراني يقتل الأسرى الأحوزيين عبر التعذيب وافشاء مرض كورونا في السجون
وكالة أنباء كل العرب –
كشفت مصادر وحقوقيين أحوازيين أن النظام الإيراني يستهدف المعتقلين الأحوازيين، عبر التصفية الجسدية والقتل البطيء بالتعذيب الجسدي والنفسي، وسط استمرار الاعتقالات بعد اندلاع احتجاجات المياه في انتفاضة 15 تموز/يوليو الماضي.
التعذيب والتصفية الجسدية:
أوضحت تقارير حقوقية أن آخر ضحايا الاغتيالات والتصفية الجسدية للمعتقلين الأحوازيين، مقتل المعتقل الأحوازي محمد الكناني من مدينة السوس (حي أحمد) وبعد يومين فقط من اعتقاله.
وتم اعتقال محمد الكناني من مدينة السوس (حي أحمد) من قبل قوات استخبارات الحرس الثوري الارهابية، وصل خبر مقتله تحت التعذيب في احد مراكز الاعتقالات السرية في محافظة القنيطرة شمال الاحواز.
كما قتل الناشط “رسول الحرداني” من حي النهضة بالأحواز العاصمة جنوب إيران، عبر “حقنة” أدت إلى وفاته.
واعتقل”رسول” بعد محاولته اختطاف طائرة إيرانية من الأحواز سنة 1996، و قضى أكثر من 24 سنة في أسواء سجون الإيرانية.
تعذيب ممنهج
وبحسب مركز حقوق الإنسان، يتعرض معتقلو انتفاضة 15 يوليو العروفة اعلاميا بانتفاضة العطش، للتعذيب بطرق مختلفة في معتقلات الحرس الثوري الإرهابية، حيث يتم أخذ المعتقلين من أبناء الشعب العربي الأحوازي إلى مكان لا يستطيعون فيه التمييز بين الليل والنهار.
وهؤلاء المعتقلون ينقلون إلى مكان مجهول في معلومات تفيد بأنه بحسب المعتقلين، في هذا المكان يقوم المحققون والمعذبون بتغطية وجوههم لإشاعة الخوف والذعر بين المعتقلين”.
و يقوم القائمون بالتعذيب بضرب المعتقلين بأجهزة مختلفة، بما في ذلك العصى والمواسير الحديدية. “طوال هذا الوقت، كان المعتقل معصوب العينين حتى لا يرى وجوه معذبيه والمحققين”.
وبعد الاستجواب يتم نقلهم إلى غرفة مظلمة حيث لا يوجد ضوء ويقضي السجين ليل نهار في الظلام الدامس”.
والمعتقل يحتجز في هذا المكان لفترة من أجل التعذيب النفسي ثم يتم إرساله إلى عنابر السجن، كما يحرم السجين من وسائل الاتصال خارج السجن ومع أسرته حتى يتم نقله إلى العنبر.
وطالبت منظمات حقوقية منظمات حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة والدول صاحبة القرار باتخاذ كافة الوسائل المتاحة للضغط على الحكومة الإيرانية في طهران لرفع حالة القتل والظلم والاضطهاد على أسرى الاحواز المحتلة وكافة الشعب العربي الأحوازي.
أدانات دولية:
وفي وقت سابق، أعربت منظمة العفو الدولية عن خالص تعازيها لأسر ضحايا احتجاجات الأحواز، ودعت جميع الأهالي والنشطاء المحليين والصحفيين والأطباء والممرضات وكل من لديه معلومات عن قتل أو اعتقال أو تعذيب المتظاهرين إرسالها للمنظمة.
تقارير حقوقية أشارت إلى وجود عمليات تعذيب ممنهجة من قبل السلطات الإيرانية، للمتعلقين الأحوازيين، وهو ما يعد قتلا بطيئا للمعتقلين.
ورصدت منظمة “هرانا” الحقوقية الإيرانية، عمليات تعذيب للسجناء، أوضحت أن أربعة من المتظاهرين المعتقلين في سجن “بهبهان”، وهم “مهدي مصباح” و”بهمان طيبي” و”أرمين كياني” و”عظيم حساني”، تعرضوا للضرب على أيدي الأمن في السجن الإيراني، لافته إلى أن المعتقلين يواجهون عمليات تعذيب نفسي وجسدي والحرمان من العلاج.
وأوضحت “منظمة حقوق الإنسان الأحوازية”، أن الناشط السياسي الأحوازي” عدنان بينات” تعرض لتعذيب نفسي وجسدي في أحد السجون الإيرانية بمدينة الأحواز.
ووفقا لمنظمات حقوق الإنسان، تم العثور على آثار التعذيب على جثث أربعة سجناء سياسيين أعدموا في سجن سبيدار في الأحواز.
وأظهرت أثار تعذيب على جسد السجناء الذين تم إعدامهم جاسم حيدري وعلي خسراجي وحسين سيلوي وناصر خفاجيان، وكان جسد المعتقل علي خسرجي ، منتفخًا.
وتعرض هؤلاء السجناء السياسيين للتعذيب النفسي والجسدي طوال فترة اعتقالهم، وفي معظم الحالات يقضون حبسهم في الحبس الانفرادي؛ حتى أن هؤلاء السجناء حُرموا من الحصول على بطاقة ائتمان يمكن لأقاربهم من خلالها إيداع الأموال.
جزء أخر من استهداف المعتقلين، هو حجز المعتقلين السياسيين مع المجرمين الخطرين، حيث أشارت منظمة حقوق الإنسان في الأحواز، إلى أن إدارة السجون الإيرانية تتعمد إرسال المجرمين إلى سجن السجناء السياسيين، مما يهدد حياة السجناء السياسيين.
وأوضحت “منظمة حقوق الإنسان الأحوازية”، أن “السلطات في سجون الأحواز، وخاصة سجن شيبان ، دأبت على إدراج السجناء ذوي الخلفيات الخطرة في المعتقلين السياسيين من أجل مضايقة المعتقلين السياسيين العرب”.
وفي تقرير مفصل من 48 صفحة وثقت منظمة العفو الدولية، نهاية يونيو الماضي، تفاصيل التعذيب الذي تعرض له الشقيقان وحيد وحبيب أفكاري، على يد الأمن في السجون الإيرانية.
وجاء في التقرير أن الشقيقين احتجزا في “الحبس الانفرادي بلا نوافذ” وأنه بالإضافة إلى التعذيب المستمر للمعتقلين منعهما مسؤولو السجن من الاتصال الهاتفي والزيارات العائلية والرعاية الطبية المناسبة.
كورونا سلاح للقتل
وتمارس السلطات الايرانية تصفية جسدية عبر نشر فيروس كورونا بين المعتقلين الأحوازيين.
وبحسب تقارير حقوقية، فإن نحو 30 معتقلا في سجن شيبان بالأحواز، أصيبوا بفيروس كورونا، وحالتهم خطرة، وسط تعمد من السلطات الإيرانية بمنع وصول الادوية، إلى المعتقلين، بما يشكل عملية تصفية جسدية.
كما ينقل مسؤولي سجن شيبان بالأحواز ينقلون السجناء الذين يعانون أمراض من زنازين إلى الحبس الانفرادي، فضلاً عن منع إرسال الطعام والأدوية من قبل زملائهم في الزنزانة.
وتقدم أهالي هؤلاء المعتقلين إلى “محكمة الثورة” وسجن شيبان للعلاج ، وهو ما عارضته السلطات.
كما دعت العائلات منظمات ونشطاء حقوق الإنسان إلى المساعدة في معالجة محنة أطفالهم في السجن في أسرع وقت ممكن.
وسعة سجن شيبان تبلغ حوالي 3200 شخص، والتي تزيد عادة إلى أكثر من 4500 سجين.
لم يكن الوضع في سجن شيبان على ما هو عليه بالنسبة للسجناء من البشر من قبل، حيث أصدرت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية في شهر مايو من العام الجاري بيانًا أعلنت فيه الضرب المبرح للسجناء السياسيين العرب الأحوازيين على أيدي مسؤولي الأمن المتمركزين في السجن.
وشددت منظمة حقوق الانسان في الاحواز في البيان على ضرورة “فصل السجناء على اساس الجريمة” ونددت بما وصفته “بالسلوك غير الانساني” ودعت الى معايير مثل “مبدأ الفصل بين السجناء على اساس الجريمة”.
ودعا البيان المنظمات الدولية والمبعوث الخاص لحقوق الإنسان في إيران إلى إدانة المضايقات المنهجية للسجناء السياسيين في إيران وحث السلطات المعنية في طهران على احترام حقوق السجناء.